رأى وزير المالية ياسين جابر أن لبنان يمرّ بظرف “مصيري واستثنائي”، داعياً جميع اللبنانيين إلى تحمّل المسؤولية كلّ من موقعه، لأن الأزمات الكبرى “وإن عُرفت بداياتها، فإن تداعياتها لا يمكن لأحد أن يتنبأ بمسارها”، مؤكداً أن المطلوب اليوم هو الحكمة والعقلنة لتجنيب البلد الانزلاق في “مستنقع لعبة الأمم التي يشهدها الشرق الأوسط”.
وشدّد جابر على أن كلمة اللبنانيين يجب أن تكون “جامعة حول سيادة وطنية مطلقة، ووقف الاعتداءات على بلدنا والعبث بأمنه وصون سلمه الأهلي”، مضيفاً: “نحن مع قيام الدولة وتقويتها وبسط سلطتها الكاملة، وقد ترجمت وزارة المالية هذا التوجه بخطوات عملية عززت مواردها ومكّنتها من تطوير قطاعاتها الاقتصادية والاجتماعية”.
وفي كلمته، توجه جابر إلى الطلاب قائلاً: “لقد تحدّيتم القلق والظروف القاسية بإصرار على النجاح، وسجّلتم أعلى الدرجات. أنتم أبناء أرض صلبة وشعب صامد، والتربية التي نشأتم عليها غرست فيكم روح التحدي والتمسك بالقيم”. وأضاف: “ستصبحون رجال المستقبل، فاعملوا لوطنكم كما تعملون لأنفسكم، وابحثوا عن المشترك ولا تدعوا الخلاف يرفع بين اللبنانيين جدران التباعد، بل اسلكوا طريق الحوار والانفتاح كما أوصانا الإمام موسى الصدر”.
وتابع: “صحيح أن الحرب أوجعتنا وخسرنا أعزّاء، لكننا لن ننحني ولن ندع اليأس يتسلل إلى عقولنا وقلوبنا ما دامت السواعد تبني والأمل لا يندثر”. وأكد أن وزارة المالية خطت خطوات عملية لدعم الأوضاع الاجتماعية، مشيراً إلى “تخصيص 12 مليون ليرة إضافية شهرياً للمتقاعدين، وصرف مستحقات الأساتذة والعاملين في التعليم المهني حتى نهاية 2025، كجزء من مسار إصلاح الرواتب والأجور ودعم القطاعات التربوية والصحية”.
وتساءل جابر: “هل سيدعوننا نبني هذه الدولة ونقوي جيشها ومؤسساتها وننهض باقتصادها واجتماعها؟ وهل سيساعدوننا على إلزام المعتدي بوقف اعتداءاته؟”. وأضاف: “من حقنا أن نطالب بضمانات من الدول الراعية لوقف النار، لإلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من النقاط المحتلة والالتزام بالقرار 1701، بما يسمح للجيش اللبناني بالانتشار حتى آخر نقطة حدودية”.
وختم جابر مؤكداً أن “الثقة بمواقف الرئيس نبيه بري وجهوده لتأمين الاستقرار وإعادة الإعمار”، مشدداً على أن “الأوطان القوية لا تقوم إلا بدولة قوية عادلة تحمي جميع أبنائها وتفرض احترامها بين الأمم”.