كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
يصر لبنان الرسمي على تطبيق ما أقرته الحكومة في جلستي ٥ و٧ آب، وهذا ما ابلغه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون أمس الى ممثل أمين عام جامعة الدول العربية حسام زكي، الذي زاره في قصر بعبدا. غير انه في الوقت عينه، يمد اليد للثنائي الشيعي ويريد طمأنته وتبديد هواجسه، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”.
فاذا كان قلقا من تهميشه سياسيا، الامر لن يحصل، والقوى السياسية قاطبة أكدت وتؤكد ذلك. اما اذا كان قلقا من خطر إسرائيل او التطرف السني، فإن الجيش اللبناني سيدافع عن الشيعة وعن كل اللبنانيين، اذ ان هذه هي وظيفته. اما اذا كان يخشى بقاء الاحتلال جنوبا او اسراه في السجون الإسرائيلية، فإن الورقة اللبنانية تشترط خطوات إسرائيلية “ايجابية” كي يمضي لبنان قدما في تنفيذ الورقة التي اقرها مطلع الشهر الجاري. ولا يفوت المسؤولين طمأنة الحزب الى ان سحب السلاح لن يحصل بالقوة، والى ان اي مواجهة لن تقع بين الجيش اللبناني والحزب.
هذه الرسائل وجهها رئيسا الجمهورية والحكومة الى حزب الله وحركة امل عبر الاعلام، والوسطاء، منذ ايام. ورغم انها لم تجد اي صدى لدى الثنائي وقد رد عليها بالتخوين وتهم العمالة، لم ييأس الرئيسان عون ونواف سلام. واظبا على طرق ابواب عين التينة والضاحية. امس، زار مستشار الرئيس عون العميد اندري رحال، الرئيس بري، كما افيد عن لقاء جمع موفدا من عون قد يكون رحال ايضا، بممثل عن حزب الله، قد يكون وفيق صفا او النائب محمد رعد.
غير ان الثنائي، وفق المصادر، بقي على تصلبه، ورفض كل تطمينات لبنان الرسمي ورفض ملاقاة يده الممدودة. وأتى رده على المبادرات الرئاسية قاسيا وسلبيا في بيان كتلة الوفاء للمقاومة امس وجاء فيه “ان محاباة الحكومة اللبنانية لداعمي العدو الخارجيين واتخاذها القرار الخطيئة حول سلاح المقاومة ضد مصلحة الوطن العليا ومناقض لمقدمة الدستور، ووثيقة الوفاق الوطني، ولبيانها الوزاري ولحق الشعب اللبناني المشروع بالدفاع عن النفس في مواجهة الاحتلال والعدوان، فضلاً عن كونه قراراً مناقضاً للدور الوطني التاريخي لهذه المقاومة الناهض بمساعدة الجيش للتصدّي للأعداء، وهو سقطة كبرى وانصياع كامل وغير مبرّر للإملاءات الخارجيّة لا سيما الأميركيّة منها والتي تضع في حساباتها مصلحة العدو الصهيوني فوق كل اعتبار وقبل أي حسابات أخرى”. وشدّدت على “وجوب التراجع عن ذاك القرار والعودة عن خطيئة تمريره والإصرار على المكابرة بالدفاع عنه”.
الحزب لن يقبل الا بالتراجع عن هذا القرار، الامر الذي لن يحصل، وفق المصادر. فهل سيبقى يصد الايجابية الرئاسية؟ وهل يبقى في الحكومة ام يخرج منها؟ الاجوبة قد تبدأ بالظهور بعد جلسة ٢ ايلول وبعد عودة المبعوث الأميركي توم برّاك الى بيروت حاملا جواب تل ابيب على ورقة لبنان، تختم المصادر.